كائن بن كان

كان يامكان في قديم الأزمان في بلاد العز والتوحيد والحَرمان كائن بن كان يعيش بين الناس في أمان، ينهب ويسرق ويفسد في الأكوان ويتمتع بالأسفار، في ماربيا ولندن وكان، يشرب ويرقص ويأكل الكاڤيار ولا احد يسأله من اين لك هذا وكيف كان. فما دامت البلاد في أمان فلا يسئل احد عن كائن بن كان

وفي ذات عام حل البلأ في الأوطان ونزل الغضب بسكوت الانسان وهبت العواصف وسارت المياه في الوديان فأغرقت الأمطار الناس والشجر والحيوان وصاح الاحياء بعد نوم سبات، هذا فعل كائن بن كان هذا فساده الذي تعدى إجرام الجان، لم نكن نعلم ان فساده سيهلك الحرث والنسل والإنسان، خذوه فغلوه وزجوا به في الاسجان

ونادى منادي، ابشروا يا قوم ان اليوم حساب كائن بن كان، سيصلى عذابا يكون عبرة على مدى الأزمان، انه افسد وأهلك وسعى في خراب الأوطان. وأحيل على القاضي لان العدل هو العنوان ، فنظر القاضي وتمعن وتوعد بأن ينزل العقوبة عليه في الميدان وبعد مرور عام بعد عام بعد عام، قال القاضي ان عقوبة كائن بن كان ستكون الف درهم تحرمه من صندوق السيقار لان الناس لا تعلم ان كائن بن كان شارك القاضي السفر الى كان و قال القاضي ان قراره كان بسبب مس من الجان

ومازال كائن بن كان يعيش منعما في الأوطان رغم الحرائق والزبائيل والطوفان