لكي تقرأ هذا المقال، لقد قمت بعدد من النقرات على الحاسوب، مستخدما الفأرة، متصفحا الشبكة العنكبوتية أو مستخدما إحدى الألواح الرقمية من شركة التفاحة التي أسسها ولد الجندلي العربي الأصل. ان تعريب هذه الاختراعات اللاعربية بهذه المصطلحات هي ثقافة المنهزم الذي يريد نسب الاختراعات للغته ظنا انه يحافظ بذلك على لغته وهويته
ان ترجمة كمبيوتر لحاسوب أو ماوس لفأرة أو ديسك توب لسطح المكتب هي لغة انهزام وعند البعض هي الوسيلة للحفاظ على لغتنا وهويتنا والتصدي للمشروع التغريبي الشرس بل هي لغة الذي فقد الثقافة الفكرية والإبداعية
هناك آلاف النجوم في السماء مازالت أسماءها عربية رغم تخلي المسلمين عن علم الفلك والذين أخذوا منهم لم يترجموا الأسماء وذلك عرفانا وتكريما لمن كرّس حياته وأبدع في علم الفلك وهناك أيضاً آلاف المصطلحات العلمية العربية التي نتغنى على أطلالها عندما نقرأها في “كتبهم” ثم يأتي من يحاول ان يعيد لنا أمجادنا بالحاسوب والفأرة
ان الحفاظ على اللغة لا يأتي بترجمة المصطلحات السطحية وإنما يأتي بترجمة منظومة من العلم والتعلم والإبداع والجهد والجهاد والاختراع حتى تصبح اللغة أيا كانت لغة المعرفة
في يوم ما، كانت اللغة العربية لغة المعرفة لان الذين قاموا عليها أبدعوا وتعلموا واجتهدوا وجاهدوا فجعلوها اللغة الأولى في العالم بل ولم يكونوا عنصريين فأخذوا العلم من كل ثقافة وجمعوه في العربية حتى كانت مصدر العلم والمعرفة
فشتان بين من اجتهد ولم ينم ليل نهار حتى اصبح علما كاملا يطلق بإسمه مثل جابر بن حيان وبين من ينام ليل نهار ويأكل كما تأكل الأنعام ثم يغضب لكلمة كمبيوتر ويجعلها حاسوبا وهو يتحدث على “هاتف الآي” أو كما ترجم ال الآي فون
لغتنا لن تعز بالحاسوب وبالفأرة وإنما يعزها من يبدع ويخترع ويجتهد
انقر على جزء الكومنت لترك رأيك
دائماً مختلف في كيفية نظرتك للأمور يا عيسى، هناك مبادرات تعريب تعمل ليل نهار ونشجعها (من مبدأ صحيح وهو جعل المعلومة متوفرة بلغة تعرفها وهو مبدأ أصدقه) ولكن لم نفكر بطريقتك ربما لخوفنا من وصم أنفسنا بالانهزامية!
انا مع ترجمة المعرفة وجمعها وهذا ما فعله الأوائل فجمعوا من العلوم اليونانية والرومانية والفارسية والهندية ثم طورها فخرج ابو حامد الغزالي بالفلسفة وابن الهيثم وابن سينا وغيرهم وجعلوا العربية المصدر الرئيسي للمعرفة فشتان بين من جمع المعرفة وبين من ترجم المصطلح ثم استهلكه فقط