التف عليه أهله جميعا، وامصاباه، انها ابنته الوحيدة، لا يملك في الدنيا سواها… تنهار الدموع من عيناه والأم تنظر اليه واحشائها تتقطع، كيف يكون هذا أخر يوم ارى فيه ابنتي، أربعة عشر عاما مضت في لمح البصر
وبدأ شريط العمر يدور في ذكراهم اول ابتسامة وهي نائمة وكأنهم يرونها وعمرها سبعة ايام، اول مرة تنطق بابا، اول يوم تأخذ خطوتها نحو الحياة، حياة تنتهي اليوم، اول يوم في المدرسة، كيف كان اول يوم اختبارات وأي اختبار هو اليوم التي تنتهي فيه حياتها، شريط عمرها يدور وليس في اليد حول ولا قوة ، اي ابتلاء هذا الذي سيأخذ ابنتهم بين أيديهم بهذة البشاعة
يحملها ويمضي والأم تصرخ، بنتي، ردو الي بنتي… لا أستطيع ان أتحمل، سأموت بعدها تحاول ان توقف أباها ولكن يحول بينها الأهل والأقارب ، “انه امر الله، اصبري وأحتسبي الأجر” فتخور صرعة من هول الامر وترتجف أرضا ، “ياالله” يرددن أمهاتن حولها ذاقوا ألم ما تمر به هذه الأم ولكنه امر الله
يمضي الأب حامل ابنته التي لا تستطيع رجليها ان تحملها من هول الأمر، ينظر اليها وتنظر اليه نظر المودع، تنهال دموعهم وتختلط، تنظر اليه وتقول، “ابي، افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين” فأفاق من نومه على قبلة ابنته وهي تهنئة بعيد الأضحى المبارك
يقوم ويقبل ابنته ويحتضنها بقوة أب كاد ان يفقد ابنته، ويذهب الى النافذة وينظر الى خروف العيد الذي اشتراه مربوط في الشجرة وهناك اولاد يأذونه، فيفتح النافذة ويصرخ بأعلى صوته، اتركوه وأكرموه… انه الفدأ الأعظم
اكرموا خروف العيد واعلموا معناه، فهو رحمة الله بكم
مؤلمه لكن رااعه