كلموني

اقرأ باسم ربك الذي خلق
في الجبل وفِي الغار، في الظلام، في خلوة النفس، في هدوء الليل، في عزلة الناس، في التأمل العميق، يتواصل الله مع عبده فينزل عليه النور فيتسع الغار ويضيء الليل، وتستأنس النفس فيضج الليل بصوت القرآن شاهدا ومبشرا ونذيرا وهاديا إلى الله وسراجا منيرا
ينزله في رمضان ليكون الشهر الذي أراد الله فيه أن يتكلم معنا ويتصل بِنَا وهو الغني عنا، يقول أنا هنا، هل من مستجيب، أنا هنا، هل من داعٍ، أنا هنا، كلموني، ناجوني، هذا قرأنكم، لغة التواصل معي، لا أريد منكم شيئا، وأنا خالق كل شيء، أنا الغني وأنتم الفقراء ولكن أنا هنا لمن أرادني والمستجيب بل اسئل عن من يريد عطائي ، لا أردكم رغم تقصيركم لا أترككم حتى وإن أعرضتم عني
هذا شهر أردت أن أتكلم فيه معكم فأنا أقرب لكم من حبل الوريد، نعم اقسوا عليكم حينا لأنني احبكم وأعطيكم حينا لأني أختبركم، ماذا أريد بعذابكم، بل أسألكم أن تأتوني،اطلب منكم وأنا القهار الجبار المتكبر الكبير المتعال العظيم المنتقم المهيمن العزيز،ادعوكم إليا لتستجيبوا لي فكيف وإذا أنتم في الشهر الذي اخترت أن اكلمكم فيه فقلت لكم :

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
فها أنا أنعم عليك وعليكي أن بلغتكم الشهر الذي أردت فيه أن أقول لكم :

وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
أنا ربكم، أنا العزيز، أنا خالق السموات والأرض، أقول لكم استجيبوا لندائي، أنا أدعوكم وأنا غني عنكم، أنا أطلبكم وأنتم المحتاجين، في هذا الشهر أذكركم إنني هنا لكم، أسمعكم، أراكم ، أحبكم، أريد سماع كلامكم فأنا أشتاق إليكم لأنني أحبكم، خلقت في قلوبكم حبي فبحثتوا عن الحب في كل مكان إلا عندي وأردتم أن يحبكم أهل الأرض ونسيتم حبي، أنا أناديكم أن استجيبوا لي 
حجبت عنكم جمالي لأنني أحبكم فَلَو رأيتم جمالي لما أكلتم ولا شربتم ولانشغلتم بعبادتي فأهلككم حبي ولشغلكم عشقي عن إعمار الأرض فأخرتكم الى أجل مسمى ، ترونني فتعلمون عين اليقين أنني أنا الله حبكم الوحيد وليس لكم حبيب غيري
والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت 

إلا وحبك مقرون بأنفاسي 

ولا غدوت الى قوم أحدثهم

إلا وأنت حديثي بين جلاسي 
في رمضان، أسئلكم أن تأتوني، كلموني، أحببوني، كونوا معي، لا تجعلوني أفتقدكم، فإنكم أوحشتموني 
حبيبكم