والله ما سبتك

عندما يغيب الحبيب عنك، تفقد الدنيا معناها، أرق بالليل، بكاء بالنهار، يزول الطعم من الطعام فيصبح اكلاً فقط، تغيب شمس السعادة ويزداد سواد الليل وينكسف قمر اللذة مع انكسار القلب، الحياة لم تتغير والنَّاس هُم الناس والطعام هو الطعام والبحر هو البحر والورد هو الورد ولكن الناس كلهم هُوَ ، والطعام يزيدك ضعفا وليس قوى ، والبحر الذي ابحَرت فيه السعادة اصبح دوامة تُغرقك ، والورد الذي كان يحيي حبكم، هو الْيَوْمَ الخنجر الذي يتحرك في قلبك، تقول يا الله يا الله ولكن لا مجيب، دموع منهمرة وخشوع قلب مكسور ورئتين صعُب عليهما التنفس من غير نَفْسَه، يفيض قلبك بالشعر فتذكر ليلى وعبلة وسلمى ، تبكي الليل وتناجيه، اين انت، أين من عيني حبيب ساحر فيه حب وجمال وجلال، هل للدنيا معناً من غيره، لماذا غاب عني؟

ثم ، وأي ثم هذه ، يأتيك رعد كلامه فيقول لك مقسما، وَالضُّحى وَاللَّيلِ إِذا سَجى، “ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى” هي هذه ، هي هذه لغة الحبيب لحبيبة، ما ودعتك، انا هنا وسأبقى هنا ودوما هنا حتى وان لم تراني حتى ولَم تسمعني، حتى ولو أمنت بأني ليس موجود ، سأبقى هنا دائما…. هذا هو الحب وهذا هو الحبيب وهذا هو أمر الحب

عيسى عبد الوهاب بوقري

Leave a comment